
“معنى الدين وغايته” لويلفريد كانتويل سميث
“معنى الدين وغايته” لويلفريد كانتويل سميث
غلاف الكتاب
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ضمن سلسلة “ترجمان”، كتاب معنى الدين وغايته The Meaning and End of Religion، وهو من تأليف ويلفريد كانتويل سميث Wilfred Cantwell Smith، وترجمة عمر سليم التل. فيه ثمانية فصول، خصص الأول منها للمقدمة، والأخير للخاتمة، ويناقش في الفصول الستة المتبقية حياة البشر الدينية ومفاهيمهم الموروثة الخاطئة عنها، التي يتحمّل الغرب في المئتَي عام الأخيرة قسطًا وافرًا من المسؤولية في وجودها، مقترحًا العمل الجادّ على تخليص الناس من فهم اللاهوت بوصفه كيانات متضادة، وفتح الباب لمناقشة العلاقة بين الإيمان والحقيقة والتقاليد الثقافية. يقع الكتاب في 376 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.
تساؤلات وردّ غير مباشر
في علم اجتماع المعرفة، يتأثر إدراك العالم المحيط عميقًا بالمفاهيم المستخدمة في انتقاء الأحداث وتنظيمها واختيار معنى مناسب لها تعبّر عنه اللغة. وفي قلب العالم المعاصر هناك حياة دينية يوضح عالم اللاهوت والكاتب الكندي ويلفريد كانتويل سميث أنّ الشبكة التي تُرى من خلالها ليست الطريقة الوحيدة لإدراكها، فيقترح نقلةً مفاهيمية وإدراكية لتجنُّب كتلة مشكلات مستعصية أحدثتها طريقة التفكير القديمة، المتمثلة في ضرورة انتماء المتدين إلى واحدة أو أخرى من هذه المركّبات الدينية، ما ولَّد تسليمًا لدى مسيحيي الغرب بأنّ المسيحية حق، وأن الأديان الأخرى دونها. وهي مسلَّمة تطرح تساؤلات من قبيل: هل قَصَر الله، إن كان إلهَ البشرية جمعاء، الحقَّ على سلسلة بشرية واحدة أو أقلية مختارة؟ ولماذا تعددت في كنف الإله الواحد الحياة الدينية للبشر عبر التاريخ؟
لم يأت الردّ على تلك التساؤلات مباشرًا، بل ظهرت نظريات تقول بـ “إمكان” وجود إيمان ضمني لدى متديني ”الأديان الأخرى” واعتبارهم “مسيحيين مجهولين” قد ينالون الخلاص بالطريقة ”العادية”، أي المتاحة ضمن أديان العالم، وليس بالطريقة المتاحة في الكنيسة، وهي نظريات تُبقي صفة “المتدين” غير المسيحي مؤقتة إلى أن يلقى المسيح: فهل تحتوي تعاليم الكنيسة وحدها على كلمة الله الفاصلة بخصوص الجنس البشري، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا؟
تكريس الغرب مفهومه .. والإسلام استثناء
تبيِّن أبحاث كانتويل سميث بالشواهد التاريخية تعمُّدَ الغرب خلال المئتي عام الأخيرة فقط تشجيعَ مفهومٍ للأديان مؤدٍّ إلى اعتقاد الناس أنفسَهم أعضاء في مجتمعِ خلاصٍ متنافٍ مع غيره. ويوضح أن هذا الفهم للدين لم يكن معروفًا قبل القرن الثامن في كل المجموعات الدينية، ثم ظهر بعد تحول فكر الإصلاحيين الكبار خلافاتٍ لاهوتيةً حوّلت المتدينين مجموعات أيديولوجية متعارضة وبروز ظواهر “الإسلام” و”الهندوسية” و”المسيحية” و”البوذية”، وغيرها، في القرن التاسع عشر، بوصفها منظومات لكل منها تاريخها.