
فلسفة وميتافيزيقا
الفيلسوف العلوي أبو نصر محمد الفارابي
الفيلسوف العلوي أبو نصر محمد الفارابي
“«المدينة الفاضلة» هي ذلك التعبير الذي يستدعي إلى الأذهان أحلام الحكماء والفلاسفة منذ «أفلاطون» حتى «توماس مور» وصولًا إلى العصر الحديث، ولكلٍّ نظرته الخاصة حيال تلك الحياة اليوتوبية المأمولة. و«الفارابي» الفيلسوف العلوي الملقَّب ﺑ «المعلم الثاني» كان أول من تبلور لديه مفهوم متكامل للمدينة الفاضلة من منظورٍ عربيٍّ إسلامي، وهو موضوع هذا الكتاب الذي بين أيدينا. ويشتمل الكتاب على سبعةٍ وثلاثين فصلًا، تناول فيها المؤلِّف خمسة موضوعاتٍ رئيسية، هي: الذات الإلهية ممثَّلةً في الموجود الأول، والعالَم بما يحتوي من موجودات؛ جمادات وكائنات حية وأجرام سماوية، والنفس الإنسانية، والأخلاق ومبادئها الأساسية، وأخيرًا حاجة الإنسان إلى الاجتماع. وهنا يصوغ الفارابي صورةً مُثلى للتعاون بين أفراد المجتمع من أجل مدينةٍ فاضلةٍ يسود فيها العدل، وينعم سكانها بالسعادة، وتُمكِّنهم فضائلهم من الصمود في مواجهة المدن الجاهلة.”
الفارابي : المدينة الفاضلة التي يحكمها العقل والعدل، ويقودها حكيم فيلسوف. من المقولات المهمة في الكتاب:
– “إن المدينة الفاضلة هي التي يكون غرضها الإسعاد لسكانها، وتكون أعمالهم كلها موجهة نحو الخير والسعادة.”
– “الرئيس في المدينة الفاضلة يجب أن يكون حكيماً، عالماً، عادلاً، وأن يكون قدوة للناس في الأخلاق والعلم.”
– “السعادة الحقيقية هي في معرفة الحق والخير، والعمل وفقاً لهما.”
– “العدل هو أساس استقرار المدينة الفاضلة، وبدونه تتحول المدينة إلى فوضى.”
هذه الأفكار تعكس رؤية الفارابي للمجتمع المثالي الذي يسعى لتحقيق السعادة والفضيلة من خلال الحكمة والعدل.