السلام من وجهة نظر الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط
السلام من وجهة نظر الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط
يعتبر ايمانويل كانط أحد العلامات البارزة في تاريخ الفلسفة بوجه عام وفي فلسفة العصر الحديث بوجه خاص، كما يعتبر أكبر فلاسفة القرن الثامن عشر. إستطاع بحياته وبمؤلفاته أن يُخلف في الحياة العقلية وفي الفكر الفلسفي أثراً باقياً سواء في عصره أو في الأجيال التى جاءت بعده، وتعتبر فلسفته ثورة كفلسفة #سقراط الذي صرف الإنسان عن دراسة الكون إلى دراسة النفس. فقد حدد كانط مهمة الفيلسوف تحديداً دقيقاً: فهو لا يعنيه أن يستكشف مبادىء الوجود ولا أن يحصل لنفسه نظرة العالم بقدر ما يعنيه أن يبحث في قوة العقل ليتبين إختصاصه وحدوده ومداه، وأن يلتمس شروط المعرفة الإنسانية. حتى أن بعض مؤرخي الفكر الفلسفي يذهبون إلى أن أقطاب الفلسفة منذ العصر اليوناني القديم حتى العصر الحديث أربعة: #أفلاطون، #أرسطو، #ديكارت، #كانط.
يُعتبر إيمانويل كانط أحد أهم الفلاسفة الألمان الذين أسسوا ما يعرف بالمثالية النقدية، وبالتالي أصبح أحد أهم مفكري العصر الحديث.
قامت فلسفة كانط النقدية على نقد ودحض المذهب العقلي (ديكارت) والمذهب التجريبي/الحسي )#لوك و #هيوم(.
وإعتبر أن المعرفة المنبثقة عن الإتجاه العقلي لا تقوم على محتويات تجريبية/حسية، بل تنتج عن تفكير منطقي إستنباطي.
ويَعتبر كانط أن العقل، بطبيعة تكوينه، لا يدرك إلا الحدود والعلاقات والكميات والكيفيات، ومجال عمله هي المسائل الجزئية والحقائق الجزئية.
في عام ١٧٨١ نشر إيمانويل كانط أهم أعماله، كتاب “نقد العقل المجرد”، حيث طرح الأسئلة الأساسية الأربعة للفلسفة: ما الذي أستطيع أن أعرفه؟ ما الذي يجب عليَّ أن أفعله؟ ما الذي يمكنني أن آمله؟ من هو الانسان؟
يسمى بحثه عن إجابات لهذه الأسئلة “نظرية المعرفة”. في عام ١٧٩٥، كتب كانط كتابه “من أجل سلام دائم”.
في نيسان الماضي، ألقى المستشار الألماني أولاف شولتس كلمة بمناسبة الذكرى الـ ٣٠٠ لميلاد هذا المفكر العظيم. وبالنظر إلى الحروب والصراعات الحالية، ركز المستشار في كلمته على حلول السلام من منظور كانط. وقال: “نأمل جميعاً في تحقيق السلام لأنفسنا في عصرنا هذا. ولكن سلاماً بأي ثمن؟ فهذا لن يكون أبداً”. لقد كان واضحاً لكانط أن “من يتعرَّض للهجوم، يحقُ له أن يدافع عن نفسه”، قال المستشار تلك الكلمات في إشارةٍ منه إلى نص كانط بعنوان “من أجل سلامٍ دائم”، حيث تابع كانط قائلًا: “كما يجب ألا يكون مُجبراً على قبول إتفاق سلام، يعقده المعتدي إنطلاقاً من نيته الشريرة أن ينتهكه عند أول فرصةٍ سانحة”.
في عام ١٨٠٤، توفي إيمانويل كانط عن عمر يناهز الثمانين عاماً في مدينته الأصلية كونيغسبيرغ، التي أصبحت الآن تتبع لروسيا.