فلسفة وميتافيزيقا

بيرّون Pyrrho

بيرّون Pyrrho باليونانية قديمة: 360) هو فيلسوف يوناني كلاسيكي قديم، ويعتبر أول فيلسوف شكوكي ومؤسس الپيرّونية، وهي حركة فلسفية عند الإغريق (اليونان القدماء). كثرت أسفاره التي تعرَّف من خلالها على آراء الفلاسفة الذين يدَّعي كل منهم أنه على حق، مع أنهم لايمكن أن يكونوا جميعاً على صواب، ولذا، قرر بيرهو أن يحسم القضية بالتفكير العقلي لمعرفة الحقيقة وبيان الصواب من الخطأ. وقد أدرك بيرهو أن العادات والأعراف والتقاليد هي فقط التي تحدِّد لنا الصواب أو الخطأ، كما أن تفكيرنا يقودنا إلى مظاهر الأشياء فقط وليس إلى ما هي عليه في الواقع. ولد پيرون في إليس باليونان.
الفلسفة التي علّمتنا الشك من أجل راحة البال: المدرسة الشكّية البيرونية
▫️في عالمٍ يمتلئ بالصراخ، بالحقائق المطلقة، وبأصحاب “الرأي الأصح”، تظهر المدرسة الشكّية البيرونية كأنها همسة عقلانية تقول لنا: “تمهّل… لا شيء يُعرف بيقين.”
▫️تُنسَب هذه المدرسة إلى الفيلسوف اليوناني بيرون من إليس، الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد. تأثّر بيرون كثيرًا برحلاته إلى الهند، حيث التقى حكماء يتأملون في الحياة دون ادّعاء المعرفة، فعاد بأفكار ستغيّر مسار الفلسفة الغربية.
▫️الشكّية البيرونية لا تنكر الحقيقة، لكنها تقول إننا لا نستطيع الوصول إليها يقينًا. كل رأي تقوله، يمكن أن يأتي آخر ليقدّم نقيضه، بحجج لا تقل قوة. فما العمل؟ هل ندخل في دوامة من التردد والارتباك؟
▫️العكس تمامًا.
بيرون كان يرى أن الراحة الحقيقية تأتي من تعليق الحكم. لا حاجة لأن نحكم على الأشياء بأنها خير أو شر، صواب أو خطأ. يكفينا أن نقول: “ربما يكون كذلك، وربما لا.”
هذا الموقف اسمه “الإپوخيه” – أي التوقف عن إصدار الأحكام.
▫️▫️ومن هنا، ينبثق مفهوم الأتراكسيا: حالة من السكون الداخلي وطمأنينة النفس.
فالحكيم، عند بيرون، لا يعاني من القلق الناتج عن التمسك بالأفكار أو الدخول في جدالات عبثية.
هو فقط يلاحظ، يتأمل، ويعيش بسلام.
▫️الشكّية البيرونية ليست دعوة للكسل العقلي، بل تمرين دائم على التواضع الفكري،
على الاعتراف بأن عقولنا محدودة، وأن التسرّع في إصدار الأحكام قد يكون هو سبب اضطرابنا الأعمق.
ففي عالم يغرق في المبالغات واليقينيات، ربما يكون الشك الهادئ هو أعقل الفلسفات.
هل تقدر تعيش بلا أحكام نهائية؟
هل جربت يومًا أن تقول “لا أعلم”… وترتاح؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى