“ما هي الفضيلة” الدرجة الرفيعة من حسن الخلق”؟ وما هو الخير؟ ومن أنا؟”

فيما يلي عشر وصايا تُلخّص فلسفته الخالدة، لا كمبادئ جامدة، بل كمفاتيح للوعي والحرية والسعادة.

■ الوصية الأولى : _اعرف نفسك_

♡ أهم ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يُبحر داخل ذاته. كثيرون يعرفون أخبار العالم، لكن قلة يعرفون أنفسهم: نقاط ضعفهم، مخاوفهم، رغباتهم الحقيقية. سقراط اعتبر أن معرفة النفس هي بداية الحكمة، لأن من لا يعرف نفسه، لا يستطيع أن يعرف طريقه.

■ الوصية الثانية : _تكلم حتى أراك_

♡ الإنسان يُعرَف بكلامه، ليس فقط بما يقوله، بل بكيفية قوله. حديثك يكشف عن أخلاقك، ثقافتك، وحتى نواياك. سقراط كان يختبر الناس بأسئلة ذكية، ومن خلال ردودهم كان “يراهم” على حقيقتهم.

■ الوصية الثالثة : _لا تكن عبداً لغيرك وقد خلقك الله حراً_

♡ سقراط دعا للتحرر من التبعية الفكرية والاجتماعية. العبودية لا تعني فقط الأغلال، بل أن يُملَى عليك كيف تفكر، وماذا تؤمن. الحرية الحقيقية تبدأ عندما تتحرر من الخوف، من التقاليد العمياء، ومن سطوة الآخرين على قراراتك.

■ الوصية الرابعة : _اعلم أنك لا تعلم_

♡ مفارقة سقراط الشهيرة. عندما قيل له إنه أحكم الناس، أجاب: “لأنني الوحيد الذي يعرف أنه لا يعرف”. هذا التواضع المعرفي هو ما يجعلك تفتح عقلك للتعلم. الجاهل يظن أنه يعلم كل شيء، بينما الحكيم يشكّ في كل شيء حتى يتبيّن.

■ الوصية الخامسة : _الفضيلة هي المعرفة_

♡ في نظر سقراط، لا أحد يفعل الشر عن قصد، بل لأنّه يجهل الخير. فإذا عرف الإنسان الفضيلة بحق، لن يستطيع إلا أن يتبعها. لهذا ركّز على تعليم الناس لا كوعظ، بل كحوار فكري يوقظ ضمائرهم.

■ الوصية السادسة : _المال خادم جيد ولكن سيد فاسد_

♡ المال أداة، وليس غاية. سقراط عاش فقيرًا باختياره، وكان يرى أن الجشع يُفسد الأرواح، ويجعل الناس عبيدًا لمصالحهم. عندما يتحول المال من وسيلة للعيش إلى محور الحياة، يصبح سيدًا قاسيًا.

■ الوصية السابعة : _العقل زينة والجهل مفسدة_

♡ في مجتمع أثيني كان يقدّس الجمال، جاء سقراط ليقول: “العقل هو الجمال الحقيقي”. الجهل في رأيه ليس فقط غياب المعرفة، بل هو ما يُنتج الغرور، والعنف، وسوء الظن. أما العقل، فيقود إلى التسامح والحكمة.

■ الوصية الثامنة : _السعادة لا تُطلب من الخارج، بل تُخلق من الداخل_

♡ سقراط لم يكن يبحث عن السعادة في المال، أو السلطة، أو حتى الصحة، بل في انسجام النفس مع ذاتها. الإنسان السعيد هو من يملك سلامه الداخلي، لا من يركض خلف متع زائلة.

■ الوصية التاسعة : _الحياة التي لا يُفكر فيها لا تستحق أن تُعاش_

♡ أشهر عبارة قالها في محاكمته. أراد أن يوضح أن العيش بلا تأمل، بلا تساؤل، بلا بحث عن الحقيقة، هو وجود سطحي. التفكير ليس رفاهية، بل جوهر الإنسان. من لا يُراجع نفسه، قد يعيش في وهم دائم.

■ الوصية العاشرة : _أحسن إلى من أحسن إليك، ولا تسيء إلى من أساء إليك_

♡ رغم بساطتها، هذه الوصية تحمل ثورة أخلاقية. سقراط دعا للرد على الشر بالخير، ليس ضعفًا، بل لأنّك تملك السيطرة على ردود أفعالك. من يُسيء لا يُغيّرك، بل يكشف ما فيه. أما أنت، فأبقَ أعلى.