هيدغر وكلمُ الأصل

هيدغر وكلمُ الأصل – لـ مارلين زرادر

“يتناول هذا الكتاب فكر مارتن هيدغر انطلاقًا من مدوّنته الفلسفية، محاولًا استكشاف السؤال المركزي الذي شغل مشروعه: سؤال الكينونة. لكنه لا يعالج الكينونة كمفهوم ميتافيزيقي ثابت، بل بوصفها حدثًا تاريخيًا، متواريًا ومنسيًا، يتطلب إعادة تفكير جذري في اللغة والفكر.

أبرز المحاور:

1  – المدونة الهيدغرية وسؤال الكينونة:

الكينونة ليست الكائن ولا المطلق، بل هي ما يظهر ويتوارى في التاريخ. ولا سبيل لبلوغها إلا عبر تعقّب هذا التواري المزدوج في الفكر الغربي.

2  – اللغة والكلمات الأصلية:

يفكّك هيدغر كلمات إغريقية أساسية مثل الفوزيس، الأليتيا، اللوغوس، مويرا، كريون، معتبرًا إياها مفاتيح الولوج إلى الأصل، لأنها تؤوي معاني ظاهرة وخفية في آنٍ واحد.

3 – المنعرج والتجاوز:

يُشير الكتاب إلى منعرجين في فكر هيدغر:

الأول معروف ومبكر: الانتقال من الوجود والزمان إلى التفكير بتاريخ الكينونة.

الثاني متأخر وأقل تداولًا: قطيعة الإرايغنيس (Er-eignis)، وهي النقلة التي يتخلى فيها هيدغر عن سؤال الكينونة بوصفه سؤالًا ميتافيزيقيًا، ويختم بها تاريخ الفكر الغربي.

4 – إعادة بناء “نص الأصل:

المشروع هنا هو تفكيك نص الأصل، أي الكشف عن المعاني الخفية في اللغة والفكر التي حجبت الكينونة، واستعادة إمكان الإنصات إلى هذه المعاني في ما يتوارى ويُنسى.

خلاصة:

هيدغر وكلم الأصل هو عمل استكشافي دقيق لمسارات الكينونة في فكر هيدغر، من خلال تفكيك الكلمات الأصلية التي تشكّل جسد اللغة الأولى للفكر. إنه تأمّل في كيف تُنسى الكينونة، وكيف يمكن للفكر أن يعيد الإنصات لها من خلال التواري والحدث (Er-eignis) “.