
دراسات وبحوث معمقة
خلاصة لكتاب: قوة الدين في المجال العام
خلاصة لكتاب: قوة الدين في المجال العام

ترجمة : فلاح رحيم
الناشر : دار الرافدين للطباعة والنشر
تاريخ النشر : 2024 – الطبعة الثانية
( الطبعة الاولى دار التنوير 2013 )
The Power of Religion in the Public Sphere
by Judith Butler (Author), Jurgen Habermas (Author), Charles Taylor (Author), Cornel West (Author), Eduardo Mendieta (Editor), Jonathan VanAntwerpen (Editor),
مقدمة
يستأنف هذا الكتاب حكاية العلاقة بين العلمانية والدين كما بدت منذ سبعينات القرن العشرين حتى أواخر القرن، وهي الحقبة التي شهدت صعوداً مفاجئاً للدين لم يتوقعه أي من مفكري العلمانية الكبار. أما مظاهر هذا الصعود فتتمثل في تزايد عدد المستغيثين بالدين لا تناقصهم، وفي ضغط متزايد يمارسه الدين بأشكال مختلفة سعياً إلى العودة إلى المشهد السياسي، وفي قدرة الخطاب الديني الفائقة على مخاطبة هواجس الهوية والشقاء والمعنى لدى الإنسان المعاصر.
وتحرص هذه الطبعة الثانية من الكتاب بعد تنقيحها وتهذيبها على نحو شامل إلى تقديم الكتاب على أفضل وجه للقارئ العربي.
يشارك في هذا الكتاب أربعة فلاسفة، كل منهم أستاذ كبير مرموق ومثقف معروف على مجال واسع. وهم جميعا فلاسفة بالرغم من أنهم مضوا بعيداً خارج حدود التخصص الفلسفي الأكاديمي. ولكل واحد منهم أسلوبه الفكري المميز، ومشروعه الفلسفي الخاص، وميدانه التناهجي المركب الرحيب، فضلاً عن التزامه القوي بالمشاركة في الشأن العام.
وهم يمثلون بمجموعتهم هذه بعضاً من أكثر الأصوات الفلسفية نفوذاً وأصالة ممن يكتبون اليوم، تغطي مشاغلهم طيف النظرية النقدية بأحدث أشكالها من البراغماتية وما بعد البنيوية إلى النظرية النسوية ونظرية العِرق النقدية، والهيرمنطيقا، والظاهراتية، وفلسفة اللغة وما هو أبعد من ذلك. وهم يوفرون لنا عبر مقالاتهم المفردة، وكذلك عبر الحوارات المتبادلة فيما بينهم، منطلقاً جديداً يتعلق بالشأن الذي ظل بالنسبة لكل واحد منهم همّا ً دائماً، ونعني به موقع الدين في المجال العام.

يستعرض الكتاب دور الدين في المجال العام الحديث وكيف يمكن أن يكون الدين مصدرًا إيجابيًا للنقاش الديمقراطي والعدالة الاجتماعية وليس مجرد قوة رجعية أو تهديد للعلمانية.
وهو يجمع سلسلة محاضرات ألقتها الشخصيات المشاركة ثم نُشرت ضمن هذا الكتاب الذي ينسق الحوار بينهم.


يعيد الكتاب طرح سؤال: هل يمكن للدين أن يشارك في الفضاء العام دون أن يقوّض مبادئ الديمقراطية والحداثة؟
يناقش المؤلفون نماذج متعددة لعلاقة الدين بالديمقراطية (أوروبا، أمريكا، العالم الإسلامي).

يرى يورغن هابرماس أن الدين لا ينبغي تهميشه كخطاب غير عقلاني.
يؤكد على أهمية “الترجمة” mutual translation بين الخطابات الدينية والعلمانية، لكي يفهم كل طرف حجج الآخر.

تركز بتلر على كيف يمكن للخطابات الدينية أن تتحول إلى قوة نقدية تحررية، خاصة في قضايا مثل العدالة الاقتصادية والمساواة بين الجنسين.
تنتقد التصورات التي ترى الدين مجرد أداة قمع للنساء والأقليات.

يشير تايلور إلى أن المجتمعات الحديثة تعيش في “عصر علماني” لكنه لا يعني بالضرورة تلاشي الإيمان.
بل هناك حاجة لصياغة أخلاق مشتركة تسمح للديني والعلماني بالتعايش.

يوضح الجانب السلطوي والهيكلي للمؤسسات الدينية، ويطرح تساؤلًا عن الحدود بين السلطة الدينية والحرية الفردية.

يتفق المشاركون على أهمية التعددية وأنه لا يمكن إقامة ديمقراطية قوية دون الاعتراف بالدين كجزء من الهوية الجمعية.


اعتبره النقاد إضافة مهمة للنقاش حول الدين في الديمقراطيات الحديثة.
امتُدح لتنوع وجهات النظر فيه وعمقه الفلسفي.
أشاد به الأكاديميون بوصفه مرجعًا في فلسفة الدين والسياسة.

رأى بعض القراء أن الكتاب صعب القراءة بسبب لغته الأكاديمية الثقيلة.
انتقده آخرون لأنه لم يقدّم حلولًا عملية واضحة لكيفية تطبيق “الترجمة المتبادلة” بين الدين والعلمانية.

فيلسوفة أمريكية بارزة، أستاذة الأدب المقارن والنظرية النقدية بجامعة كاليفورنيا-بركلي.
معروفة بمساهماتها في نظرية الجندر والنقد السياسي.
من أعمالها المؤثرة: Gender Trouble وUndoing Gender.
لها اهتمام خاص بدراسة كيف تتقاطع الهويات الدينية والسياسية والجندرية.

الكتاب دعوة عميقة للتفكير في أن الدين ليس بالضرورة قوة مناهضة للحداثة، بل قد يكون موردًا أخلاقيًا حيويًا إذا أُعيدت صياغة العلاقة بين الإيمان والعقل في المجال العام.

قوة الدين في المجال العام هو عمل فكري غني يثير تساؤلات حول إمكانية بناء ديمقراطية شاملة تحترم الاختلافات العميقة بين المواطنين، سواء أكانوا متدينين أم علمانيين.