نظرية أفلاطون في المُثُل
نظرية أفلاطون في المُثُل
هاجر حراق
(أستاذة في الفلسفة)
نظرية أفلاطون في المثُل أو “عالم المُثُل”، تُعَد واحدة من أبرز النظريات في الفلسفة اليونانية. وتقوم النظرية على فكرة أن هناك عالمين مختلفين:
1- عالم الأشياء المادية (العالم الحسي): هو العالم الذي نعيش فيه ونختبره بحواسنا، وهو يتكون من الأشياء التي تتغير وتزول، وهو عالم غير كامل ومتغير باستمرار.
2- عالم المُثل (العالم المثالي): هو عالم غير مادي ومستقل عن العالم الحسي، ويحتوي على “المُثل” أو “الأشكال المثالية” لكل شيء. هذه الأشكال المثالية لا تتغير وهي ثابتة وأبدية، وهي الأصل الحقيقي لكل الأشياء التي نراها في العالم الحسي.
مثال على المُثل
لنأخذ “الجمال” كمثال. في عالمنا الحسي، نرى أشخاصًا أو أشياء نعتبرها جميلة، لكن هذا الجمال نسبي ويختلف من شخص لآخر. أما في عالم المُثل، يوجد “الجمال المثالي” الذي يمثل الجمال في أنقى صوره، ولا يمكن أن يكون نسبيًا أو يتغير. كل ما نراه جميلاً في العالم الحسي هو انعكاس غير مكتمل لهذا “الجمال المثالي”.
كيفية معرفة المُثل
بحسب أفلاطون، يمكن للإنسان إدراك هذه المُثل عبر العقل والتفكير الفلسفي. يرى أن المعرفة الحقيقية تأتي من التأمل والفهم العقلي وليس من الحواس، لأن الحواس تقدم لنا فقط معرفة مؤقتة وزائفة.
العلاقة بين العالمين
يعتقد أفلاطون أن كل شيء في العالم الحسي هو نسخة أو ظِلّ للأشكال المثالية الموجودة في عالم المُثل. الأشياء في العالم المادي تشبه تلك المُثل، لكنها ليست إلا نسخًا غير كاملة. على سبيل المثال، الكرسي الذي تراه في العالم المادي هو نسخة عن “الكرسي المثالي” في عالم المُثل.
تأثير نظرية أفلاطون في الفلسفة
قدمت هذه النظرية مفهومًا عميقًا حول الحقيقة والمعرفة، وقد أثرت على العديد من الفلاسفة من بعده، مثل أرسطو (الذي كان تلميذ أفلاطون) الذي عارضها وقدم مفهومه الخاص عن “الجوهر”.