
التحوُّلات الفكريَّة في الفلسفة الحديثة – لـ خورخي سانتيانا
التحوُّلات الفكريَّة في الفلسفة الحديثة – لـ خورخي سانتيانا
“يقدّم الكتاب تأملات سانتيانا في عدد من التحولات الكبرى التي عرفها الفكر الفلسفي الحديث، من خلال مقاربة تجمع بين النقد العقلاني والأسلوب الأدبي. وهو لا يقتصر على العرض، بل يمارس الفيلسوف فيه دور المفسّر والمحلّل، وأحيانًا حتى الساخر، تجاه المفاهيم الكبرى كالعقل، المادة، الروح، والموت.
أبرز المحاور:
المعرفة الإنسانية:
يرى سانتيانا أن المعرفة ليست مجرد انعكاس سلبي للعالم، بل هي عملية نشطة يجمع فيها العقل بين التجربة والمثالية، من دون الوقوع في أوهام الذات أو المطلق.
المادة والوجود:
يؤكد على ماديته الصريحة، لكنها ليست مادية ميكانيكية، بل مادية تعترف بجمال العالم الطبيعي وضرورة القبول به كما هو، دون اللجوء إلى تعزيات ميتافيزيقية.
العقل والعلم:
يطور في هذا المحور رؤاه التي سبق أن بسطها في مؤلفه الكبير “حياة العقل”، حيث يربط بين تطوّر العقل وفاعليته في تنظيم الحياة وتفسير الواقع، لكنه يحذر من الوثوقية العلمية الصلبة التي قد تعيق الإبداع والتأمل الحر.
الروح والموت:
يعبّر عن نظرة فريدة للموت، لا بوصفه نهايةً مأساوية بل كتحقّق طبيعي لحياة معقولة. فهو يقف ضد الفلسفات التي تهرب من فكرة الفناء، ويرى في الموت جزءًا من النظام الطبيعي ينبغي القبول به بروح متزنة.
أهمية الكتاب:
يمثّل هذا العمل مدخلًا مثاليًا لفهم فلسفة سانتيانا المتفردة، حيث تتقاطع فيه تيارات الفلسفة الحديثة مع الروح الأدبية الراقية. كما يعكس الكتاب موقفًا فلسفيًا نادرًا في القرن العشرين، يجمع بين الإيمان بقوة العقل، والاعتراف بجمال العالم المادي، وقَبول المصير الإنساني بواقعية من دون تشاؤم.
خلاصة موجزة:
“التحولات الفكرية في الفلسفة الحديثة” هو كتاب يجمع بين الفلسفة والنثر الفني، يعكس موقف سانتيانا الفلسفي المميز: عقلانية نقدية، مادية شاعرية، وواقعية وجودية، تسعى لفهم الإنسان دون أوهام، في عالم لا يَعِد بالخلاص لكنه جميل بطريقته الخاصة.”
نبذة عن المؤلف:
جورج سانتيانا (1863–1952): فيلسوف أميركي من أصل إسباني، درّس في جامعة هارفارد، وكان معاصرًا ومؤثرًا في فلاسفة مثل وليام جيمس وجون ديوي، لكنه اختار في النهاية الانسحاب من الحياة الأكاديمية والعيش في عزلة فلسفية تأمّلية في أوروبا. من أهم مؤلفاته: “حياة العقل”، و*”إحساس الجمال”، و”الذاتية والمطلق”.
____________
*المصدر: صفحة “سالم يفوت”.