
الأخلاق بين كانط ونيتشه
الأخلاق بين كانط ونيتشه
– إن الأخلاق عند كانط تأمر بأوامر مطلقة؛ فحسب كانط علينا فعل الخير لا من أجل غاية بل لذاته لأن الخير هو خير في ذاته ولا علاقة له بالعاطفة الإنسانية بل هو صادر عن الإرادة المسترشدة بالمعرفة أو كما يسميه كانط العقل العملي. ينبغي علينا فعله لكي نكون خيرين لأن معظم أفعالنا تتفق مع الواجب وهذا لأن المبادىء الأخلاقية هي مبادئ قبلية.
– إلا أن نيتشه يرفض الأخلاق الكانطية التي تمثل إحدى المرجعيات الكبرى للأخلاق الفلسفية في العصر الحديث ويعتبرها زائـ. ــفة، ويتجه نيتشه في نقده للأخلاق الكانطية إلى أساسها، أي إلى ” الأمر المطلق ” الذي يقول عنه في كتابه العلم المرح : ها انتم أولاء تعجبون بالأمر المطلق في داخلكم وبمتانة حكمكم الأخلاقي المزعوم هذا وبمطلقيته الإحساس بأنه في هذا يجب على الآخرين أن يحكموا مثلـ. ي أنا !
ف حسب نيتشه لا يمكن أن تكون هناك أخلاق مطلقة إلا إذا كان البشر من طبيعة واحدة وهذا شيء مستحيل؛ إن فلسفة كانط في نظر نيتشه إستمرارا للدين ونجاحه ما هو إلا نجاح لاهوتي ونقد نيتشه للفلسفة الكانطية بأنه لاهوتا مخـ . ا دعاً !
– فالتسوية التي وضعها كانط بين العقل والأخلاق والتي بموجبها يكتسي العقل صبغة عملية؛ فليس العقل العملي حسب فلسفة نيتشه سوى ملكة تم خلقها من أجل الحاجة السيكولوجية إلى العلة وهذا حتى يتمكن الإنسان من إقناع نفسه بأنه يتصرف وفقا لمنطق العمل !
_____________________
-الأخلاق النظرية، عبد الرحمن بدوي، وكالة المطبوعات، الكويت، طبعة ثانية، ١٩٧٦
عبد العالي اليوبي